على العشب

موضوع: على العشب الخميس فبراير 19, 2015 11:47 pm

أتساءل إن كان إخراج ما في قلبي من مشاعر وما في فكري من كلمات معانٍ ظلت محبوسة داخلي طوال السنوات الخمس الماضية سيريحني ويبعد عني كوابيسي التي ما إن أستيقظ منها حتى أحاول تهدئة نبضات قلبي المتسارعة وأتلفت يمنةً ويسرةً بحثاً عن حنانها... أظن أنه لا مفر من إخراجها. لا, لن أقول قصة; فهي ليست بالشيء الهين. حسناً, بدأ كل شيء فجر ذلك اليوم المشؤوم, شعرت بشعور غريب, وكأن شيء ما على وشك الوقوع... غريب؟! أكان ذلك لأنني لم أستيقظ على أنغام الزقزقة والطبيعة الودودة التي اعتدت عليها, فقد استيقظت على صوت نعيق حادٍ عالٍ حتى ظننت أن الغراب يرقد بجانبي فاستيقظت والذعر يملؤني. نظرت للخارج حيث كان الظلام يطغى على نور الشمس التي لم يحن أوان شروقها. خرجت من غرفتي, كان السكون يخيم على المنزل, وكأن من يسكنه لا يمت لعالم الإنس بصلة. نزلت الدرج متجاهلاً الهدوء الخانق حتى خرجت من المنزل. توجهت دون أن أشعر إلى العشب فاستلقيت عليه وأغمضت عيني بطريقة شعرت معها أني ملك يحلق في السماء. غفوت لوهلة فمر بي حلم, بقطرات ندى الصباح التي سالت على ظهري كأنها دماء حارقة, بشمس أخذت تشرق متثائبة في سمائي القاتمة, مر بي حلم تمنيت الاستيقاظ منه بأسرع وقت ممكن, نعم وصل بي الأمر لهذا , فقد كنت فيه على مهد الطفولة وكانت أمي تُهَدهِدني عليه وتردد بعض التهويدات القديمة, ثم ودون سابق إنذار بدأ حلمي يتحول لكابوس مرعب, فقد سقطت أمي صريعة بعد أن شهِقت شهقةً أخذت كل معنىً أعرفه للحنان. أحسست بدموعي وهي تسيل كالسيل الجارف ولكن دون صوت يذكر. نظرت لأمي الممددة على الأرض لألحظ بقعة من الدم تكبر رويداً رويداً على ظهرها. رأيت قاتلها! نظر إلي ثم ابتسم, اقترب مني لحد شعرت معه بأنفاسه الكريهة وقال بنبرة عابثة تقشعر لها الأبدان: "والآن, حان دورك يا صغيري. فلتلحق بوالدتك للجحيم!!". همَّ بغرس نصل سكينه المخضَّب بدم أمي فيَّ!. استيقظت فكانت دموعي قد كونت مساراً لها على خدّي, استيقظت فصفعتني النسائم التي لم تحمل عطر أمي معها, واستيقظت فهببت واقفاً على قدمي قبل أن أجري كمن يهرب من الموت, لكن مهلاً ألست حقاً أهرب من الموت؟, فالحياة بدون أمي هي الجحيم بعينه, جريت بكل ما أوتيت من قوة واقتحمت المنزل ثم صالة الطعام, عندها تلفتُّ كالمجنون خوفاً من فقدانها, بحثت عنها, عن نورها, عن رائحتها, عندما لمحتها تجلس بهدوء وترتشف القهوة أثناء قراءتها لجريدة الصباح. نظرت إلي فلمحته, نعم لمحت الفزع البادي علي, فابتسمت ابتسامتها التي عهدتها مرسومة على وجهها دائماً, وكأنها تقول: "أنا هنا, سأحميك فلا تقلق" عندها فقط أخرجت مكنونات قلبي وأخذت أبكي بحرقة ثم ارتميت بحضنها, قبلت رأسي واحتضنتني بدورها. تلاشى قلقي ببطء ثم رفعت رأسي لأراها تبتسم لي, أشارت لي بالجلوس في الكرسي المجاور, وأخذنا نتناول إفطارنا معاً... ولكن السؤال الذي يؤرقني هو: "كيف سأعيش بدونها؟؟"

موضوع: رد: على العشب الخميس فبراير 19, 2015 11:51 pm

بقلمي!!

موضوع: رد: على العشب السبت فبراير 21, 2015 6:00 am

جمـيل جدا .. ما شاء الله I love you

رائع الى الامام دوما Laughing